قراءة وتحميل كتاب هارون الرشيد وأسرته لمحمود شاكر الحرستاني PDF

صورة الكتاب
المؤلف: محمود شاكر الحرستاني
|
القسم: كتب التراجم والطبقات
|
لغة الكتاب: اللغة العربية
|
عدد التحميلات: 1852
|
نوع الملف: PDF

:نبذة عن الكتاب

يقول مُصَنِّف الكتاب “محمود شاكر الحرستاني” في مقدمته: “إن الناس يظنون أن الهجوم الذي وُجِّه على بني أُمية، والسهام المسمومة التي سُلِّطت على خلفائهم إنما كان بسبب الخلاف في وجهات النظر والاجتهاد الذي حدث بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وأدَّى إلى صراع عانت منه الأمة بل ولا تزال تُعاني الكثير، بسبب ترك الفكر يعمل دون ضوابط، ويشتغل التحليل للأحداث من غير ثوابت. إن هذا الظن خاطئ بل بعيد البعد كله عن الواقع. إنْ كان هذا الظنّ مبنيًّا على أسس فلماذا بقيت الرماح مُشرعةً والسيوف مُصلتةً على بني العباس، وقد زال العهد الأموي، وانتهى رجاله على يد بني العباس؟ فلو كان الهجوم على بني أُمية لنزاعهم مع علي رضي الله عنه، لكان من المفروض تقديم المديح والثناء لبني العباس الذين نالوا من بني أُمية، وأخذوا السلطان منهم، غير أن الهجوم انتقل عن بني أمية ووُجِّه إلى بني العباس، ومنا هنا يظهر أن الهجوم كان يستهدف حكام المُسلمين أيًّا كان انتماؤهم، ويبدو بوضوح أن الطعن كان بالخلفاء بصفتهم يمثّلون الإسلام كما يمثّلون المُسلمين، فالطعن بهم إنما يهدف الإسلام المنهج الذي يتّبعونه، ويهدف المسلمين الذين يُبايعون هؤلاء الخلفاء، ويرضون بهم، ويسمعون لهم ويُطيعون، فالذين يُوجّهون الهجوم على الخلفاء هم أعداء الإسلام وليسوا أعداء لبني أُمية، وإنما جاء عداؤهم لبني أُمية بصفتهم رجال الحكم لا بصفتهم أمويين، وخاصةً إذا لاحظنا أن الهجوم على بني العباس كان أشدّ عنفًا وأكثر خُبثًا حيث اكتسب المُهاجمون خبرةً وازدادت تجربتهم في هذا الميدان. وإذا كان الخلاف بين علي ومُعاوية رضي الله عنهما، فما بال الخلفاء الذين سبقوا هذه المرحلة، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم؟ لقد نالهم الكثير من كلام أولئك المُهاجمين فكيف يُقْبَل أن الهجوم كان على بني أُمية لخلافهم مع علي رضي الله، ثم جاء الهجوم على أعداء بني أُمية، وعلى قمة رجال الجيل المثالي؟ فيتبيّن إذَن أن الهجوم كان من أعداء الإسلام وقد سلّطوا سهامهم على ممثلي الإسلام من الخلفاء في أي عهد كان سواءً أكان قبل عليّ رضي الله عنه أم بعده. ولو تسلّم أبناء عليّ رضي الله عنه الخلافة لوُجِّهت نحوهم السهام، ورُشقوا بالنبال، وصُوِّبت إليهم القذائف. لقد اختار المُهاجمون رجلًا من المُسلمين ذا مكانة رفيعة، وعلم غزير، وعلى مقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صلة وثيقة جدًّا به رحمًا وصهرًا، ذلك هو علي بن أبي طلب رضي الله عنه، بطل الإسلام وذو المنزلة العالية بين المُسلمين، وجعلوا منه بعد استشهاد دريئة يقون بها أنفسهم بادعائهم الإسلام والهجوم على الآخرين، وهو وآله براء منهم. لقد حارب هؤلاء المُهاجمون الإسلام على محورين، فعلى المحور الأول رفعوا عليًّا رضي الله عنه فوق مستوى البشر لإفساد عقيدة المسلمين، وذلك كما فعل النصارى مع عيسى ابن مريم عليه السلام. أما المحور الثاني فقد هاجموا خلفاء المُسلمين جميعًا وطعنوا فيهم -باستثناء علي رضي الله عنه-، وما دام الخلفاء يحكمون بالإسلام ويمثّلون المسلمين فإن الطعن بهم طعن بالإسلام شريعة وعقيدة كما أنه طعن بالذين يتبعون هذا الدين. فالمُهاجمون إذَن أعداء للإسلام وإن أظهروا أنهم من أهله، وليس تظاهرهم بالانتماء إليه إلا ليُقْبَل كلامهم بصفتهم من أتباع هذا الدين، وكي لا يُحَارَبوا كأعداء، وككفار غير مؤمنين. لقد اتخذ المهاجمون الخلاف بين علي ومُعاوية رضي الله عنهما مدخلًا للهجوم على بني أمية وخلفائهم، لكنه لم ينظر للطعن ببني العباس بل وبالخلفاء الراشدين المهديين ذلك أن الهجوم على بني أمية قد غطى على الأحداث التاريخية وشمل حملة زادت على ما كانت عليه في العصر الأموي. أشعل المرجفون عصبية جاهلية فأطنبوا فيما كان بين بني هاشم وبني أُمية في الجاهلية، وأثاروا دور ما كان من موقف بعض رجالات بني أمية في بداية الدعوة، وأغفلوا إسلامهم، بل وشككوا فيه، وتناسوا أن الإسلام يَجُبّ ما قبله، واستغلّوا عاطفة المسلمين نحو بني هاشم، حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم. وانتهت أيام بني أمية، وجاء عهد بن العباس الذين هم من بني هاشم، وجدّهم الذين ينتمون إليه: العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بإثارة العصبية الجاهلية التي استغلّوها ومشوا فيها مدة من الزمن حتى رسّخوها في نفوس العامة؟ لقد بدأ هجوم جديد على الخلفاء بأشخاصهم، يجدون ثغرة أو نقطة ضعف أو يفترونها فالأمر سواء ما دام لا يُقْصَد سوى الولوغ في الحرام، ويُبالغون في هذه الثغرة، ويُشوِّهون، ويُنمّقون في الكلام، وحديث الكذب تُجْذَب إليه النفوس الضعيفة، ويستجمله أصحاب الهوى، فتُمْزَج الحقيقة بالأسطورة، ويختلط الحق بالباطل، وتطفو قصص الخيال، وتطغى الافتراءات، وبالكثرة والتكرار تُرَسَّخ في النفوس حتى تصبح شائعة، معروفة كأنها الواقع، معلومة كأنها الحقيقة. ويتفاوت الخلفاء من حيث قوة الشخصية، وحسن الإدارة، وإمكانية المتابعة فغير القوي منهم لِمَ لَم تُوجَّه إليه سهام المرجفين بقوة وغزارة السهام التي تُوجَّه إلى الأقوياء؟ لأن القوي إن لم تُوجَّه إليه السهام المسمومة ويُفْتَرى عليه بالباطل تبرز شخصيته، وتضيع أمامه الشخصيات التي يريد المرجفون إظهارها للمجتمع، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن عدم الهجوم وعدم الافتراء عليه لا يستدعي انتقاده والدعوة لأولئك الذين يسعى المرجفون لتسليمهم الأمر كي يهدموا من الداخل، وليعملوا على إزاحة الإسلام عن الحكم وإبعاد المسلمين عن المكانة التي وصلوا إليها. ومن الخلفاء العباسيين الذين وُجهت لهم السهام المسمومة هارون الرشيد لما في صدروهم من حقد عليه إذ غزا فأبلى، وجاهد فحقق النصر، ونال من الخصم، وأدمى قلبه فحقد الأعداء عليه. وحكم فعدل فانتشر الأمن في ربوع خلافته فانقطع أمل العدو بالوصول إلى بعض غايته. فأرجو من الله العزيز الحكيم أن يُعينني لتقديم صورة صادقة عن سيرة هذا الخليفة المظلوم، كما أسأل الله أن يُجنّبني الزلل وأن يُوفّقني فهو نعم المولى، ونعم النصير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.

اعرض النبذة بالكامل
اخفِ النبذة جزئيًّا


من فضلك اضغط على اسم الناشر لتظهر لك روابط القراءة والتحميل
عرض معلومات عن هذه الطبعة
عدد المجلدات: 1
|
الحجم: 4.5 ميجابايت
|
سنة النشر: 1420هـ
|
عدد الصفحات: 216
|
حالة الفهرسة: مفهرسة
|
رقم الطبعة: 1

شارك الكتاب على وسائل التواصل الاجتماعي الآتية:
FACEBOOK
||
TWITTER
||
WHATSAPP