قراءة وتحميل سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها لمحمد ناصر الدين الألباني PDF
يقول مصنِّفها “محمد ناصر الدين الألباني” في مقدمتها: “قد عزمنا بإذن الله وتوفيقه على نشر مقالات تتضمن أحاديث صحيحة في مختلف الأبواب والفصول والمسائل والفوائد، وذلك تحقيقًا لرغبة الكثيرين من إخواننا وأصدقائنا الأفاضل، وتزويدًا للقراء الكرام بها، تعاونًا معهم على التثقيف بالثقافة الإسلامية الصحيحة، التي لا مصدر لها بعد القرآن الكريم إلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهي بحق كما قال بعض العلماء الصالحين: “أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعًا في الدين والدنيا بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما فيها من كثرة الصلوات عليه، وإنها كالرياض والبساتين، تجد فيها كل خير وبر وفضل وذكر”. ولكن من المؤسف جدًّا أن يكون قد تسرب إلى هذه الرياض والبساتين بعض الطفيليات من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، حتى نمت وترعرعت فيها، وصارت بحكم مرور الأيام عليها وجهل أكثر الناس بحقيقتها كأنها جزء متمم لها، وهذا مما حدا بي على محاولة تنقيتها منها، وتحذير المسلمين الغافلين عنها، وذلك في مقالات: “الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيىء في الأمة”، والتي تنشر تباعًا في “مجلة التمدن الإِسلامي” الزاهرة، والتي تلقاها أهل العلم والفضل من مختلف البلاد بالرضى والقبول، وحرصوا أشد الحرص على اقتنائها والاحتفاظ بها، وأقبل الكثيرون على تقديم طلبات الاشتراك في المجلة من أجلها. ولكنه تبين فيما بعد أن هذا التحذير، وإن كان واجبًا لا مناص منه؛ فإنه لا تتم الفائدة به وحده، بل لا بد أيضًا من تقديم الأحاديث الصحيحة إلى جانبها؛ لأنه لا يلزم من معرفة الضعيف من الحديث التعرف على الصحيح منه؛ إلا لو أمكن حصر الضعيف، وهيهات هيهات! فقد جاوز عددها حتى الآن (6500) والحبل جرار، ولذلك جزمنا بضرورة بيان هذه الأحاديث الصحيحة إلى جانب بيان الأحاديث الضعيفة، وبذلك نكون قد جمعنا في المعالجة بين بيان الداء، وتقديم الدواء، بإذن الله تعالى. ولم أتقيد في هذه المقالات بتبويب أو ترتيب خاص، بل حسبما تيسر، كما جرينا عليه في المقالات الأخرى المشار إليها آنفًا. وغرضنا الأول من هذه المقالات بعد الذي أشرنا إليه من التثقيف تحقيق القول في صحة هذه الأحاديث والكلام على أسانيدها وطرقها ورواتها على طريقة أهل الحديث، وفي حدود مصطلحهم، مع قصد الاختصار وعدم الإطالة ما أمكن؛ إلا فيما لا بد منه، وقد نتكلم أحيانًا على ما في بعضها من المسائل الفقهية والفوائد اللغوية وغيرها، وقد نربط بين بعض مفرداتها أحيانًا برباط من الكلام، بحيث يتألف منه موضوع خاص قائم بذاته، يمكن أن يجعل أصلًا لخطبة أو محاضرة، ولكني لم ألتزم ذلك، تيسيرًا على نفسي، ومراعاة لضيق وقتي. وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها أكثر مما نفع بالمقالات المشار إليها، وأن يلهمني الصواب فيها جميعًا، وأن يجعلها خالصة لوجهه، ويدخر لي أجرها عنده؛ إنه خير مسؤول”.
التعليقات
لا توجد تعليقات.